ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻣﺤﺒﺔ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺟﻌﻞ ﺳﻨﺘﻪ ﻃﺮﻳﻖ
ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ
ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﺃﻣﺮ ﺑﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻌﺪﻧﺎﻥ، ﻭﺃﺷﻬﺪ
ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻭﺻﺎﻡ،
- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ,
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﺑﺄﺑﻲ ﻭﺃﻣﻲ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻮﺭﻯ *** ﻭﺻﻼﺓ ﺭﺑﻲ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻌﻄﺮﺍ
ﻳﺎ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻣﺤﻤﺪ *** ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻄﻬﺮﺍ
ﻟﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺪﻕ ﻣﺤﺒﺔ *** ﻭﺑﻔﻴﻀﻬﺎ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻋﺒﺮﺍ
ﻟﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺪﻕ ﻣﺤﺒﺔ *** ﻓﺎﻗﺖ ﻣﺤﺒﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺜﺮﻯ
ﻟﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺪﻕ ﻣﺤﺒﺔ *** ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲﺃﺑﺪﺍ ﻭﻟﻦ ﺗﺘﻐﻴﺮﺍ ([1])
ﺇﻥ ﻣﺤﺒﺔ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﺮﺽ
ﻻﺯﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺣﺒﺎً ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻣﺨﻠﺼﺎً؛ ﻷﻥ
ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻗﺎﻝ }:ﻗُﻞْ ﺇِﻥ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﺗُﺤِﺒُّﻮﻥَ
ﺍﻟﻠّﻪَ ﻓَﺎﺗَّﺒِﻌُﻮﻧِﻲ ﻳُﺤْﺒِﺒْﻜُﻢُ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻭَﻳَﻐْﻔِﺮْ ﻟَﻜُﻢْ ﺫُﻧُﻮﺑَﻜُﻢْ
ﻭَﺍﻟﻠّﻪُ ﻏَﻔُﻮﺭٌ ﺭَّﺣِﻴﻢٌ { ﻓﻜﻔﻰ ﺑﻬﺬﺍ ﺣﻀﺎً ﻭﺗﻨﺒﻴﻬﺎً
ﻭﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﻓﺮﺿﻬﺎ
ﻭﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮﻫﺎ، ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ﻟﻬﺎ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ([2])- ، ﻓﻌﻦ ﺃﻧﺲ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ -ﻗﺎﻝ :
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- )) ﻻ
ﻳﺆﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻩ
ﻭﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ([3])(( ، ﻓﺎﻟﺮﺳﻮﻝ -
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﺰﻭﺟﻞ -ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻫﻮ
ﻣﻦ ﺃﺭﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺮ،
ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ – ﻋﺰﻭﺟﻞ - ، ﻛﻴﻒ
ﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﺍﻫﺘﺪﻳﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺃﻓﻴﻜﻮﻥ
ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺤﺒﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ؟ .!!
ﺟﺎﺀ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻘﺎﻝ : " ﻷﻧﺖ
ﺃﺣﺐَّ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﺘﻲ
ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺒﻲ " ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ - : ))ﻟﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﺣﺐ
ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ .(( ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : " ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ
ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻷﻧﺖ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ
ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺒﻲ ." ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ :- ))ﺍﻵﻥ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ,(( ﻓﺤﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺣﺐ
ﺑﻌﺪ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﺐ
ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻭﺍﻹﺧﻮﺓ،
ﻭﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﺐ
ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺑﻞ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺬﻭﻕ ﺣﻼﻭﺓ ﺳﻨﺘﻪ، ﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ : " ﻣﻦ ﻟﻢ
ﻳﺮ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ
ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻪ - ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻻ ﻳﺬﻭﻕ ﺣﻼﻭﺓ ﺳﻨﺘﻪ، ﻷﻥ
ﺍﻟﻨﺒﻲ- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ : )) ﻻ ﻳﺆﻣﻦ
ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ
ﻻﺯﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺣﺒﺎً ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻣﺨﻠﺼﺎً؛ ﻷﻥ
ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻗﺎﻝ }:ﻗُﻞْ ﺇِﻥ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﺗُﺤِﺒُّﻮﻥَ
ﺍﻟﻠّﻪَ ﻓَﺎﺗَّﺒِﻌُﻮﻧِﻲ ﻳُﺤْﺒِﺒْﻜُﻢُ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻭَﻳَﻐْﻔِﺮْ ﻟَﻜُﻢْ ﺫُﻧُﻮﺑَﻜُﻢْ
ﻭَﺍﻟﻠّﻪُ ﻏَﻔُﻮﺭٌ ﺭَّﺣِﻴﻢٌ { ﻓﻜﻔﻰ ﺑﻬﺬﺍ ﺣﻀﺎً ﻭﺗﻨﺒﻴﻬﺎً
ﻭﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﻓﺮﺿﻬﺎ
ﻭﻋﻈﻢ ﺧﻄﺮﻫﺎ، ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻪ ﻟﻬﺎ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ([2])- ، ﻓﻌﻦ ﺃﻧﺲ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ -ﻗﺎﻝ :
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- )) ﻻ
ﻳﺆﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﻟﺪﻩ
ﻭﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ([3])(( ، ﻓﺎﻟﺮﺳﻮﻝ -
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﺰﻭﺟﻞ -ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻫﻮ
ﻣﻦ ﺃﺭﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺮ،
ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ – ﻋﺰﻭﺟﻞ - ، ﻛﻴﻒ
ﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﺍﻫﺘﺪﻳﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺃﻓﻴﻜﻮﻥ
ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺤﺒﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ؟ .!!
ﺟﺎﺀ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻘﺎﻝ : " ﻷﻧﺖ
ﺃﺣﺐَّ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﺘﻲ
ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺒﻲ " ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ - : ))ﻟﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﺣﺐ
ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ .(( ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : " ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ
ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻷﻧﺖ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ
ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺒﻲ ." ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ :- ))ﺍﻵﻥ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ ,(( ﻓﺤﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺣﺐ
ﺑﻌﺪ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﺐ
ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻭﺍﻹﺧﻮﺓ،
ﻭﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﺐ
ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺑﻞ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺬﻭﻕ ﺣﻼﻭﺓ ﺳﻨﺘﻪ، ﻗﺎﻝ ﺳﻬﻞ : " ﻣﻦ ﻟﻢ
ﻳﺮ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ
ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻪ - ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻻ ﻳﺬﻭﻕ ﺣﻼﻭﺓ ﺳﻨﺘﻪ، ﻷﻥ
ﺍﻟﻨﺒﻲ- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ : )) ﻻ ﻳﺆﻣﻦ
ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ
.((
ﺇﻥ ﻣﺤﺒﺔ ﻣﺤﻤﺪ- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺑﻮﺍﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﺰﻭﺟﻞ، ﻭﻋﺒﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﻛﺒﻴﺮ
ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻭﺇﺧﻼﺻﻪ ﻟﻠﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ
ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻓﻲ
ﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ، ﻓﺎﺗﺒﺎﻉ ﺳﻨﺔ
ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻛﺒﺮ ﺩﻟﻴﻞ
ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ
ﻓﻲ ﺣﺒﻪ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺒﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﺘﺮﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺤﻀﻰ ﺑﺜﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻈﻴﻢ، ﺟﺎﺀ
ﺭﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻓﻘﺎﻝ :
ﻣﺘﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ : )) ﻣﺎ ﺃﻋﺪﺗﺖ
ﻟﻬﺎ؟(( ﻗﺎﻝ : " ﻣﺎ ﺃﻋﺪﺩﺕ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺻﻼﺓ ﻭﻻ
ﺻﻮﻡ ﻭﻻ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ
ﻗﺎﻝ : )) ﺃﻧﺖ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺒﺖ .([4])((
ﺇﺫﺍ ﻧﺤﻦ ﺃﻭﻟﺠﻨﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ *** ﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﻳﺎ
ﻃﻴﺐ ﺫﻛﺮﻙ ﺣﺎﺩﻳﺎ
ﻓﺠﺰﺍﺀ ﻣﺤﺒﺘﻪ- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻫﻲ ﺃﻥ
ﻣُﺤِﺒﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻌﻪ- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ
ﻭﺍﻟﺪﺭﺟﺔ، ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻷﻧﺖ ﺃﺣﺐ
ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻣﺎﻟﻲ، ﻭﺇﻧﻲ ﻷﺫﻛﺮﻙ ﻓﻤﺎ ﺃﺻﺒﺮ
ﺣﺘﻰ ﺃﺟﻲ ﻓﺄﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻚ، ﻭﺇﻧﻲ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﻮﺗﻲ
ﻭﻣﻮﺗﻚ ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺭﻓﻌﺖ ﻣﻊ
ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ، ﻭﺇﻥ ﺩﺧﻠﺘﻬﺎ ﻻ ﺃﺭﺍﻙ . ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻗﻮﻟﻪ }: ﻭَﻣَﻦ ﻳُﻄِﻊِ ﺍﻟﻠّﻪَ ﻭَﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻝَ ﻓَﺄُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﻣَﻊَ
ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺃَﻧْﻌَﻢَ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢ ﻣِّﻦَ ﺍﻟﻨَّﺒِﻴِّﻴﻦَ ﻭَﺍﻟﺼِّﺪِّﻳﻘِﻴﻦَ
ﻭَﺍﻟﺸُّﻬَﺪَﺍﺀ ﻭَﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤِﻴﻦَ ﻭَﺣَﺴُﻦَ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﺭَﻓِﻴﻘًﺎ {
ﻓﺪﻋﺎ ﺑﻪ ﻓﻘﺮﺃﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ . ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ،
ﻭﺩﺭﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﺇﻧﻬﺎ ﺛﻤﺮﺓ ﻣﺤﺒﺔ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﺛﻤﺮﺓ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻭﻃﺒﻴﺐ
ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺗﺴﻌﺪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺗﺮﺗﺎﺡ ﺇﺫﺍ ﺍﻣﺘﻸﺕ
ﺑﺤﺒﻪ ﻭﺗﺴﻤﻮﺍ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺴﺖ ﺑﺤﺒﻪ , ﻭﺗﺮﺗﺎﺡ
ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺳﻨﺘﻪ، ﻳﻘﻮﻝ -
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- : ))ﻣﻦ ﺃﺣﺒﻨﻲ ﻛﺎﻥ
ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ .([5])((
ﺇﻥ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -
ﻗﺪ ﺿﺮﺑﻮﺍ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ، ﻭﺻﺪﺭﻭﺍ ﺃﺑﺮﺯ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ، ﻭﺑﺮﻫﻨﻮﺍ ﺃﻋﻈﻢ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ
ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -
ﻓﻘﺪﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻪ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﻴﺲ، ﻓﻠﻢ ﻳﻬﻦ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻲﺀ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺣﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﻤﺎﻝ
ﻳﻬﻮﻥ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺗﻬﻮﻥ ﺑﻞ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻬﻮﻥ
ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺣﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ - ، ﻭﻻ ﻋﺠﺐ ﻭﻻ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﻓﻤﺤﺒﺘﻪ ﺧﺎﻟﻄﺔ
ﺑﺸﺎﺷﺔ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻓﺴﺮﺕ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻬﻢ، ﻭﺟﺮﺕ
ﻓﻲ ﺷﺮﺍﻳﻴﻨﻬﻢ، ﻭﺗﺸﺒﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ،
ﻭﺳﻴﻄﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ، ﻓﻤﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻫﻮ ﺃﻏﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ
ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﺇﻻ ﻗﻮﻝ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻘﻮﻣﻪ : "ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺣﺪًﺍ
ﻳﺤﺐ ﺃﺣﺪًﺍ ﻛﺤﺐ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﺤﻤﺪٍ ﻣﺤﻤﺪًﺍ " ﻓﻬﺬﺍ
ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻳﻘﻮﻝ : ﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪٌ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ، ﻭﻫﺬﻩ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻴﺎﺕ ﻣﻦ
ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ، ﺗﺒﺮﻫﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺻﻌﺐ
ﻣﻮﻗﻒ ﻭﺃﺷﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺣﺒﻬﺎ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻓﻘﺪ ﻗﺘﻞ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻭﺃﺧﻮﻫﺎ
ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ، ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ؟
ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺧﻴﺮﺍً ﻫﻮ ﺑﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺒﻴﻦ. ﻗﺎﻟﺖ :
ﺃﺭﻳﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ . ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺗﻪ ﻗﺎﻟﺖ : ))ﻛﻞ
ﻣﺼﻴﺒﺔ ﺑﻌﺪﻙ ﺟﻠﻞ((ﻛﻞ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﺗﻬﻮﻥ ﻭﺗﺼﻐﺮ ﺇﻻ
ﻣﺼﻴﺒﺘﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ
ﻧﻔﻮﺱ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻪ ﻣﻦ ﺣﺐ ﺻﺎﺩﻕ ﺧﺎﻟﻂ
ﺑﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ .
ﺃﻣﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﻭﺯﻭﺝ ﺑﻨﺘﻪ ﻓﻘﺪ ﺳﺌﻞ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ :- ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺣُﺒﻜﻢ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ؟ ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ
ﺃﻣﻮﺍﻟﻨﺎ ﻭﺃﻭﻻﺩﻧﺎ ﻭﺁﺑﺎﺋﻨﺎ ﻭﺃﻣﻬﺎﺗﻨﺎ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻤﺄ. ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻓﻘﺪ ﺗﻐﻠﻐﻠﺖ ﻣﺤﺒﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ
ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺒﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﺒﻬﻢ
ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .-
ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺷﻴﺌﺎً ﺁﺛﺮﻩ ﻭﺁﺛﺮ
ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ، ﻭﺇﻻ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻓﻲ ﺣﺒﻪ، ﻭﻛﺎﻥ
ﻣﺪﻋﻴﺎً، ﻓﺎﻟﺼﺎﺩﻕ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻣﻦ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻼﻣﺔ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﻭﻟﻬﺎ
ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺳﻨﺘﻪ ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ
ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ. ﻭﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ، ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ
ﻭﺍﻟﺘﺄﺩﺏ ﺑﺂﺩﺍﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﺴﺮﻩ ﻭﻳﺴﺮﻩ، ﻭﻣﻨﺸﻄﻪ
ﻭﻣﻜﺮﻫﻪ، ﻭﺇﻳﺜﺎﺭ ﻣﺎ ﺷﺮﻋﻪ ﻭﺣﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ
ﻫﻮﻯ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺷﻬﻮﺗﻪ ([6]) ﻓﻬﻞ ﺃﻧﺖ
ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﺪﻋﻲ ﺣﺐ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ، ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُﺴَﻠِﻤﻴﻦ ﻷﻣﺮﻩ،
ﺍﻟﻮﻗﺎﻓﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺷﺮﻋﻪ، ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﻴﻦ ﻟﺴﻨﺘﻪ،
ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻣﻴﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻭﻧﻬﺠﻪ، ﺍﺳﺄﻝ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻳﻦ
ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ - ، ﻛﻴﻒ ﺣﺒﻚ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ، ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻟﻴﻞ ﻭﺑﺮﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﺻﺪﻕ ﺣﺒﻚ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﻻ
ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺎﺑﻚ ﻭﺃﺣﺒﺎﺏ ﺭﺳﻮﻟﻚ .
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻣﻸ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻤﺤﺒﺘﻚ ﻭﻣﺤﺒﺔ ﻧﺒﻴﻚ، ﺍﻟﻠﻬﻢ
ﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻬﺪﻳﻪ ﻣﻬﺘﺪﻳﻦ ﻭﻟﺴﻨﺘﻪ ﻣﻘﺘﺪﻭﻥ، ﻭﻋﻠﻰ
ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺳﺎﺋﺮﻭﻥ.
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ
ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ.
التعليق بإستخدام حساب جوجل
تعليقات الفيسبوك